عهود محسن
كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير صحفي عممته أمس الأربعاء أن المؤسسة الاحتلالية الصهيونية وأذرعها التنفيذية توسع من دائرة حفرياتها في المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، والمعروفة بالقصور الأموية، بالإضافة لإجراء عمليات بناء وتغيير للمعالم الأثرية التاريخية الإسلامية، وكشفت "الأقصى" أنه من خلال اجتماع قرائن عدة، وتحليل واقع الأعمال الاحتلالية في منطقة القصور الأموية فإن الاحتلال يخطط لتحويل منطقة القصور الأموية لمتنزه توراتي سياحي ببرامج مكثفة في ساعات الليل.
بدوره قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين بالجامعة العربية، إن القدس خط أحمر، وهناك وهم في عقل القيادات الصهيونية بأنه يمكن تهويدها، ولن يتمكنوا من تزوير التاريخ والتراث العربي والإسلامي مهما بلغت القوة الغاشمة، والقوة المحمية بحصانة من بعض القوى الكبرى.
وتابع في حديث لـ"السبيل": ما يجري في القدس سيكون سببا لمزيد من الاضطراب والفوضى في هذه المنطقة بلا حدود، والقدس هي مدينة المسلمين والمسيحيين، والأديان السماوية جميعا، والاستفراد بها وتحويلها لعاصمة للكيان الغاصب أمر لا يمكن أن يتم.
وأضاف: على الصهاينة أن يحسبوا ألف حساب لسياستهم المدمرة التي تمس بمشاعر مليار و300 مليون مسلم في العالم، ويدركوا أن هذه الأعمال لن تجلب لهم الأمن، بل تأتي بمزيد من الاضطراب والتوتر وسفك الدماء.
وأفاد صبيح "أنه في أول اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب سيتم بحث موضوع المفاوضات غير المباشرة، وما المطلوب عمله في ظل استمرار التصعيد والتنكر الصهيوني للمساعي المبذولة لإحلال السلام"
من ناحيته اعتبر رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات أن الاحتلال الصهيوني يؤكد للعرب والمسلمين والعالم مع كل حجر يضعه في القدس أن يهودية المدينة باتت مؤكدة، ولم يبق منها سوى رتوش صغيرة تنتظر التنفيذ.
وأكد بكيرات في حديث لـ"السبيل" أن الحفريات في المدينة وبجوار وأسفل المسجد الأقصى هي جزء من مشروع يهودية المدينة والدولة، الذي تسعى دولة الاحتلال لتنفيذه في القدس، بإلغاء الوجود الفلسطيني والعربي "الإسلامي والمسيحي" فيها، وتحويلها لمتحف سياحي تلمودي صهيوني يخدم مشاريعها وأهدافها السياسية.
ودعا بكيرات الأمتين العربية والإسلامية للنهوض ومساندة القدس وأهلها؛ لأن هذه هي الفرصة الأخيرة للنهوض والعمل، فبعد انتهاء الصهاينة من مخططاتها التي باتت أقرب مما نتخيل لن ينفعنا البكاء والعويل.
وكانت مؤسسة الأقصى قد قامت بعدة جولات ميدانية خلال الفترة الأخيرة للاطلاع على آخر المستجدات والتطورات في المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك وبين الزاوية الختنية (أسفل محراب الجامع القبلي المسقوف)، وهي المنطقة نفسها الواقعة ملاصقة خلف الجهة الجنوبية للمصلى المرواني وجزء من المسجد الأقصى القديم، والجامع القبلي المسقوف، وكلها تعتبر جزءا من مبنى المسجد الأقصى الكلي، في هذه المنطقة، والتي تعرف باسم القصور الأموية، أو جزء منها، تنفذ المؤسسة الصهيونية وأذرعها التنفيذية في هذه الأيام حفريات واسعة، وبالمقارنة بين الزيارات السابقة يظهر جليا أن الاحتلال يوسع من دائرة حفرياته في الموقع المذكور، حيث تجرى أعمال حفريات في نحو تسعة مواقع متوزعة تتنوع طبيعة الحفريات فيها، وكذلك التحضير لأعمال حفريات أخرى، حيث غطيت مساحات من الحفريات بغطاء بلاستيكي أسود يخفي مجريات الحفريات، في حين تجري حفريات أخرى في طبقات تحت الأرض، في ممرات ومناطق مقوسة، كما أكدت "الأقصى" أنه تتم أعمال بناء واسعة وشق أرصفة، يتخللها وضع الحصى وصب الباطون للأرضيات وجوانب الأرصفة، وأكدت "الأقصى" أنه خلال هذه الأعمال البنائية يتم أولا هدم المعالم الأثرية الإسلامية، ومن ثم إقامة الأبنية والأرصفة الجديدة التي تختلف اختلافا كاملا عن الأبنية الأثرية الأصلية، كل ذلك يترافق باستحداث ساحات بين الموجودات الأثرية في المنطقة إياها. وبحسب الأقصى فإن أكثر ما يلفت النظر في أعمال البناء والإنشاء الذي يقوم به الاحتلال أمران: أولهما قيام الاحتلال بصب قوالب مستطيلة الحجم من الباطون توضع في وسطها قطع حديدية، وهي القوالب التي عادة ما تحمل أعمدة الإضاءة الكهربائية العملاقة، أما الأمر الثاني فهو مد شبكة خطوط كهربائية واتصالات واسعة وكثيفة في كل المنطقة، وهو ما يعززه صب قوالب الباطون الحديدية.
في نفس الوقت لاحظت المؤسسة من خلال الرصد لمجريات الأوضاع في المنطقة ذاتها، أنه في الفترة الأخيرة يتم تسيير قوافل مكثفة من السياح الأجانب من جهة والجماعات اليهودية من جهة أخرى في ساعات النهار، وأخرى في ساعات الليل، وإجراء حلقات دراسية واحتفالات وإقامة شعائر دينية يهودية تلمودية، خاصة في منطقة المدرج المستحدث الواقع خلف الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وهو المدرج الذي افتتحه رئيس الحكومة السابق إيهود باراك عام 1998 كجزء من مخطط الهيكل المزعوم.
وقالت المؤسسة أيضا: "إنه من خلال ما كشفت عنه قبل نحو شهرين من مخطط لتحويل جنوب المسجد الأقصى لمسار توراتي، ومن خلال شبكة اللافتات الموضوعة في منطقة القصور الأموية القديمة والحديثة، وواقع أعمال الحفريات والتجهيز لشبكة إنارة ليلية، ومن خلال تجميع القرائن واستقراء مجموع المخططات الهيكلية الاحتلالية الجديدة لمدينة القدس، وخاصة في منطقة البلدة القديمة في القدس ومحيطها، والتي تتحدث عن إقامة مجموعة من الحدائق التوراتية حول المسجد الأقصى، يتأكد أن الاحتلال يسعى لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى، لمتنزه توراتي سياحي خاصة في ساعات الليل، وما مشروعات الإنارة والمهرجانات الليلية الاّ مقدمة وجزء من هذا المخطط.
الخميس، 1 يوليو 2010
الاحتلال الصهيوني يخطط لتحويل جنوب المسجد الأقصى لمتنزه توراتي سياحي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق